منتديات الرحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الرحاب

منتديات اسرة الرحاب ... نسمو فى رحابٍ آخر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالرحابelrehab toolbarelrehab

 

 استشهاد عبد المنعم رياض.. ومصر التي كانت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a-rashedy
Admin
Admin
a-rashedy


ذكر
عدد الرسائل : 138
تاريخ التسجيل : 27/07/2007

استشهاد عبد المنعم رياض.. ومصر التي كانت Empty
مُساهمةموضوع: استشهاد عبد المنعم رياض.. ومصر التي كانت   استشهاد عبد المنعم رياض.. ومصر التي كانت Icon_minitimeالخميس 13 مارس 2008, 4:13 am


مرت يوم الأحد الماضي الذكري التاسعة والثلاثون لاستشهاد الفريق أول
عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب
الاستنزاف المجيدة، التي خاضها أنبل رجال مصر بعد أن دهمتنا الهزيمة
القاسية في يونيو ١٩٦٧، وذلك في دفاعهم عن كرامة شعب وأمة رفضا الهزيمة،
واستعداداً لحرب استرداد هذه الكرامة والأرض الحبيبة التي احتلها «العدو»
التي حل موعدها بعد أربع سنوات في السادس من أكتوبر ١٩٧٣.
استشهد
القائد العسكري الكبير الفذ أثناء وجوده في الخط الأول للمواجهة حينئذ علي
ضفاف قناة السويس وهو يشارك أبناءه من ضباط وجنود الجيش المصري معاركهم
اليومية وقصفهم المدفعي وعملياتهم الفدائية خلف خطوط العدو، ليثبت لهم
ولنا وللجميع أنه في معارك المصير الكبري يختلط دم المصريين جميعاً قادتهم
بجنودهم فقرائهم بأغنيائهم مسلميهم بمسيحييهم، وأن «العدو» حين يوجه
قذائفه لقتلهم لا يميز بين أحد منهم، فهم جميعاً بالنسبة له أعداء.
استشهد
القائد العسكري الكبير الفذ ليكون شاهداً ورمزاً لزمن غير الذي بتنا
نعيشه، زمن يتقدم فيه القادة وكبار المسؤولين ليواجهوا بأنفسهم وفي ميدان
المعركة أيا كان نوعها الحقيقي ما يطالبون جنودهم ومرؤوسيهم بتقديمه، بل
أغلي ما يمكن أن يقدم: أرواحهم نفسها.
في زمنه هذا، لم يفعل رئيس
أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء نشوب حرب الاستنزاف واندلاع القصف
المدفعي الكثيف بيننا وبين قوات العدو الغاصب، كما يفعل اليوم بعض من صغار
كبار المسؤولين أو رجال الأعمال الذين لا يتحركون سوي بمواكب تافهة لافتة
من حراسهم الشخصيين الذين لا نعرف ما هي وظيفتهم بالضبط: هل هي حراستهم من
أخطار تزيد عما كان يتعرض له شهيد مصر وجيشها عبد المنعم رياض وغيره من
قادته العظام؟ أم أن الأمر برمته وجاهة اجتماعية وتأكيد لمزيد من التميز
لهؤلاء عن بقية «خلق الله» من عموم أبناء مصر؟
استشهاد عبد المنعم
رياض في حينها مثل للمصريين جميعاً وبخاصة رجال قواتها المسلحة جرحاً
غائراً في كل النفوس، إلا أنه أيضاً مثل لهم قدوة كبري في غمار حرب مصيرية
لم يكن أمامهم سوي خوضها، سار علي نهجها آلاف منهم في كل الميادين التي
كانت تفضي إلي «إزالة آثار العدوان» من عسكريين ومدنيين، لم يستطع أي منهم
أن يبخل علي وطنه وبلاده بأقل مما قدمه القائد الكبير الشهيد، فاستطاع
المصريون بتلك الروح أن يحققوا ما حققوه من انتصار مفاجئ في حرب أكتوبر
المجيدة. في زمن عبد المنعم رياض واستشهاده لم يكن معظم المصريين يعرفون
اسمه ولا أسماء القادة الكبار الذين كانوا يصلون الليل بالنهار لإخراج مصر
من هزيمتها الفادحة، فلم يكن أحد من هؤلاء يقوم بذلك من أجل شهرة زائلة أو
شعبية زائفة، بل كان كل ما يفعلونه من أجل الوطن وشعبه.
في زمن
عبدالمنعم رياض واستشهاده البطولي لم يكن قد جاء علي مصر حين من الدهر
كالذي أضحينا فيه، حيث أصبح فيه مقصد كبار المسؤولين والنخب هو أنفسهم
ومصالحهم ومصالح أسرهم وشللهم أولاً ثم الولاء المطلق لمن يرون أنه «ولي
النعم» أيا كان موقعه في السلم السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي في
البلاد، أما مصالح البلاد وأبنائها من عموم العباد فهي آخر ما يمكن أن
يفكر فيه هؤلاء أو يعملون من أجله.
لا أحد عاقلاً يطالب المصريين
وكبار مسؤوليهم ونخبتهم اليوم بأن يعيشوا طوال الوقت في أجواء زمن الحرب
التي استشهد فيها القائد الكبير وآلاف من أبناء مصر ولا أن يقدموا في زمن
«السلم» نفس التضحيات ويقوموا بنفس سلوك أسلافهم العظام في زمن الحرب، إلا
أنه في كلا الزمنين لا أحد أيضاً عاقلاً يمكنه أن يقبل أن ينفلت كل شيء في
مصر بل تغيب مصر نفسها عن قلب وعقل وسلوك مسؤوليها ونخبتها وتبقي فقط
مصالحهم الصغيرة أيا كان حجمها وولاءاتهم المطلقة لأي أحد غيرها مهما علا
قدره وأيا كان موقعه.
القيمة الكبري التي أعطاها استشهاد البطل
عبد المنعم رياض هي ودون مبالغة لفظية أو إنشاء لغوي أن «مصر فوق الجميع»،
وهي قيمة لا تستمر الأمم أو تنهض دونها. فألمانيا واليابان اللتان اعتديتا
علي كل العالم في حربين عالميتين كلفتا البشرية نحو تسعين مليون قتيل
كانتا بالنسبة لأبنائهما «فوق الجميع» في زمن الحرب والعدوان، وظلتا أيضاً
«فوق الجميع» بعد الهزيمة الساحقة والاستسلام المهين، مما دفعهما في زمن
السلم لكي تصبحا في مقدمة دول العالم المتقدمة اقتصاديا وعلمياً وسياسياً.

«مصر
فوق الجميع» ليس شعاراً لتيار سياسي ولا لفئة أو طبقة بعينها في هذا
البلد، بل هو قبل كل شيء شعور بالمشاركة العادلة في تقاسم الهموم والأعباء
وأيضاً المكاسب والإنجازات من المفترض أن يستقر عند كل المصريين، فيجعلهم
قادرين في زمن الحرب أو زمن السلم علي أن يحركهم ما حرك شهيدهم الكبير عبد
المنعم رياض فينجزوا في كلا الزمنين ما استطاع أسلافهم من عسكريين ومدنيين
إنجازه في ذلك الزمن الذي يبدو اليوم بالنسبة لواقعنا بعيداً عنه آلاف
السنوات الضوئية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elrehab.tk
 
استشهاد عبد المنعم رياض.. ومصر التي كانت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الرحاب :: المنتديات التاريخية :: منتدى تاريخنا القديم-
انتقل الى: